أسباب نزول سورة البروج وسبب تسميتها
![أسباب نزول سورة البروج](https://zyadda.com/wp-content/uploads/2021/02/أسباب-نزول-سورة-البروج2.png)
تعد سورة البروج من السور المكية التي نزلت في مكة المكرمة، وهي من السور التي تحتوي على آيات مفصلة وتحمل معاني عميقة تدعو المسلمين للتدبر والتأمل في قدرة الله سبحانه وتعالى. في هذا المقال عبر موقع زيادة، سنستعرض أسباب نزول سورة البروج وسبب تسميتها، بالإضافة إلى أهم الدروس المستفادة من قصتها.
سورة البروج
تتألف سورة البروج من 22 آية، وتحتل الترتيب 85 بين سور القرآن الكريم، كما أنها من سور الجزء الثلاثين، وتقع في الربع الرابع من الحزب التاسع والخمسين. نزلت بعد سورة الشمس، وافتتحت بالقسم، حيث استهلها الله سبحانه وتعالى بقوله:
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}
وتتحدث السورة عن قصة أصحاب الأخدود الذين تعرضوا للتعذيب بسبب تمسكهم بعقيدتهم وإيمانهم بالله سبحانه وتعالى، وتوضح السورة عاقبة الطغاة الظالمين الذين يعذبون المؤمنين، وتبين الجزاء العظيم الذي ينتظر الصابرين في سبيل الله.
سبب تسمية سورة البروج بهذا الاسم
سميت سورة البروج بهذا الاسم إشارة إلى قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق البروج في السماء، والتي تعني منازل الكواكب والنجوم، مما يدل على إحكام الكون ونظامه الدقيق. كما أن هذا الاسم يهدف إلى تذكير المشركين والطغاة بأن الله هو المتصرف في ملكوته، وهو القادر على إهلاك الظالمين كما أهلك أممًا سابقة.
أسباب نزول سورة البروج
تروي سورة البروج قصة أصحاب الأخدود، وهم قوم من المؤمنين تعرضوا للاضطهاد على يد طاغية ظالم أراد إجبارهم على ترك دينهم. وبسبب صبرهم وثباتهم على الإيمان، قام الطاغية بحفر أخدود عظيم وأشعل فيه النيران، وألقى بهم فيه حتى لقوا حتفهم، وكان هو وأتباعه يشاهدونهم وهم يحترقون دون رحمة.
ورد ذلك في قوله تعالى:
{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}
وقد نزلت هذه السورة تثبيتًا للمؤمنين في مكة المكرمة الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد على يد المشركين، فكان في قصة أصحاب الأخدود عبرة لهم ليصبروا على الأذى، ويثقوا في وعد الله بالنصر والثواب العظيم.
تفسير قصة أصحاب الأخدود
تشير بعض الروايات إلى أن أصحاب الأخدود كانوا جماعة من النصارى الموحدين الذين عاشوا قبل الإسلام، ورفضوا عبادة الأصنام، فاضطهدهم الملك الطاغية وأجبرهم على الارتداد عن دينهم، لكنهم رفضوا. ولما اشتد الاضطهاد عليهم، أشعل الطاغية نارًا عظيمة، وألقى فيها كل من ثبت على الإيمان.
وقد وصف أبو السعود النار التي أُحرقوا فيها قائلًا:
“وهذا وصف لها بغاية العِظَم وارتفاع اللهب وكثرة ما فيها من الحطب، والقصد وصف النار بالشدَّة والهول”.
أهم الدروس المستفادة من قصة أصحاب الأخدود
الابتلاء سنة من سنن الله
تعلمنا سورة البروج أن الابتلاء هو جزء من طريق الإيمان، وأن الله يختبر عباده ليميز الصادق من الكاذب، كما ورد في قوله تعالى:
{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
الثقة بالله والتوكل عليه
يجب أن يتحلى المسلم بالثقة في الله سبحانه وتعالى وأن يعلم أن ما يمر به من مصاعب هو لحكمة إلهية، وأن الله لا يترك عباده المؤمنين، حتى لو طال البلاء.
الطغيان إلى زوال
تبين سورة البروج أن الطغاة مهما بلغ جبروتهم، فإن مصيرهم الهلاك، وأن الله لا يغفل عن أفعال الظالمين، فهو يمهلهم لكنه لا يهملهم، ويجازيهم أشد الجزاء في الدنيا والآخرة.
فضل سورة البروج
تعتبر سورة البروج من السور التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من قراءتها، فقد كان يقرؤها في صلاة العشاء مع سورة الطارق، لما فيها من عبر ودروس تؤكد على أهمية الصبر والثبات على الإيمان، والثقة في عدل الله ونصره لعباده المؤمنين.
خاتمة
تناولت سورة البروج واحدة من أعظم القصص القرآنية، وهي قصة أصحاب الأخدود، التي تجسد معنى الثبات على الإيمان في مواجهة الطغيان والظلم. وقد أكدت السورة على أن الجزاء العادل ينتظر كلٍ من الظالمين والمؤمنين، حيث يلقى الظالمون عذاب النار، بينما ينال المؤمنون نعيم الجنة.
نتمنى أن يكون هذا المقال عبر موقع زيادة قد وفر لكم المعلومات الكافية حول أسباب نزول سورة البروج، وسبب تسميتها، وأهم الدروس المستفادة منها.